أضف إلى ذلك: إن اللّه سبحانه قد جعل للإنسان حرية و اختيارا في الحياة الدنيا، فلو أنه تعالى تحدث عن مالكيته فيما يرتبط بهذه الحياة فلربما توهم بعضهم من ذلك: إن ثمة نوعا من الجبرية الإلهية، و إن الإنسان حين يستخدم إرادته و اختياره يكون قد تمرد على اللّه، و اجترأ عليه. إذن فالتجلي للمالكية الإلهية يكون في يوم القيامة، حيث لا يملك الإنسان لنفسه نفعا و لا ضرا لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ، لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ.
الدين هو الجزاء:
أما ما ورد عن الأئمة عليهم السّلام من: أن الدين هو الحساب. فمن الواضح: أنه من باب ذكر الملزوم و إرادة اللازم، فإن الدين هو الجزاء، ثوابا على الإحسان، و عقابا على الإساءة، و الجزاء إنما يكون بعد الحساب.
يوم:
و يبقى هنا سؤال:
إنه إذا كان اليوم هو مجموع الليل و النهار، و إذا كانت الشمس في يوم القيامة سوف تكور (أي يذهب ضوؤها) و لا يبقى ليل و لا نهار، فأي معنى يبقى لكلمة" يوم" في قوله: يوم الدين؟!
و الجواب عن ذلك: أن كل حادث زماني يبقى زمانيا.
سواء في الدنيا أو في الآخرة. و المراد باليوم هو القطعة من الزمان