إذن فكلمة" الدين" تشير و لو بطرف خفي إلى هذا العدل.
فهي إذن هنا أنسب من كلمة" القيامة" أو" يوم الحساب" و نحو هما لا سيما بعد تلك المسيرة الطويلة عبر النعم و الألطاف الإلهية، بدء من بسم اللّه الرحمن الرحيم، و انتهاء بصفتي الرحمانية و الرحيمية.
لأن هذا" الدين" قد استبطن العدل من موقع كونه تعالى، حكيما. فإذا دخلت إلى محكمة يوم الدين من باب الرحمانية و الرحيمية، فإن باستطاعتك أن تجعل نتيجة هذه المحكمة لصالحك. إذا كنت ممن يستحق الرحمة.
مالكية اللّه سبحانه للدنيا:
و أما لماذا لم يشر اللّه سبحانه هنا إلى مالكيته للدنيا أيضا؛ فقد تقدم: أنه تعالى بعد أن أشار إلى رعايته و تربيته للعالمين من موقع الربوبية، قد أراد أن ينقل هذا الإنسان إلى يوم الجزاء، حيث يجد نفسه فاقدا لأي لون من ألوان المالكية. و لا يمكنه إلا أن ينقاد لإرادة اللّه سبحانه، حيث تجري عليه أحكامه.