بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف الأوّلين و الآخرين، محمّد و آله الطيّبين الطاهرين، و اللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
الفصل الثالث من المقام الثالث في الاستصحاب
و تحقيق الكلام فيه يستدعي تقديم أمور:
- الأوّل-
في حقيقة الاستصحاب. و أسدّ ما قيل في تعريفه: «هو الحكم ببقاء ما كان» و لا يخفى ما فيه، فانّ الاستصحاب ليس معناه «الحكم ببقاء ما كان» لأنّ ذلك عبارة أخرى عن «الحكم بدوام ما ثبت» و هذا ليس من الاستصحاب قطعا، فانّه لا إشكال في أنّ لليقين و الإحراز السابق دخل في حقيقة الاستصحاب و لو لكونه طريقا إلى المتيقّن، كما أنّ للشكّ بالبقاء دخل