و إن كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لم يقله[1].
و منها: ما عن «الكليني» عنهم عليهم السّلام من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له من الثواب ما بلغه و إن لم يكن الأمر كما فعله [1].
و منها: ما عن «الإقبال» عن أبي عبد اللّه عليه السّلام من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له ذلك[2].
و منها: ما عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول: من بلغه ثواب من اللّه تعالى على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب أوتيه و إن لم يكن الحديث كما بلغه[3] إلى غير ذلك من الأخبار المتقاربة بحسب المضمون، و يغنى عن التكلم في سندها عمل المشهور بها و الفتوى على طبقها، مع أنّ بعضها من الصحاح، فلا إشكال من حيث السند، إنّما الإشكال من حيث الدلالة. و الوجوه المحتملة فيها ثلاثة:
أحدها: أن يكون مفادها مجرد الإخبار عن فضل اللّه سبحانه من غير نظر إلى حال العمل و أنه على أيّ وجه يقع، و بعبارة أخرى:
يمكن أن تكون هذه الروايات ناظرة إلى العمل بعد وقوعه و أنّ اللّه تعالى حسب فضله و رحمته يعطى الثواب الّذي بلغ العامل و إن تخلّف قول المبلّغ عن الواقع و لم يكن الأمر كما أخبر به [2] و حينئذ لا تكون الروايات بصدد بيان حال
______________________________ [1] الوسائل: الباب 18 من أبواب مقدمة العبادات الحديث 8 و فيه: «و إن لم يكن الأمر كما نقل إليه».
[2] أقول: لا شبهة في أنّ ترتب الثواب الّذي هو لسان هذه الأخبار إنما هو بعد العمل، إنما الكلام في أنّ هذا الثواب ثواب تفضّل أو ثواب استحقاق، و أيضا و صريح هذه النصوص ترتب الثواب و إن كان البلوغ على خلاف الواقع، و هو لا يناسب طريقية البلوغ إلّا على المختار: من استحقاق المنقاد أيضا مثل المطيع للثواب،
[1] الوسائل: الباب 18 من أبواب مقدمة العبادات الحديث 3