و نعنى بكلية النتيجة هو اعتبار الظن مطلقا في أيّ مسألة من المسائل، و من أيّ سبب حصل، و أيّ مرتبة من الظن كان. و يقابله إهمال النتيجة، إمّا مطلقا من حيث المترتبة و السبب و المسألة، و إمّا في الجملة و بالنسبة إلى بعض هذه الجهات.
و الوجوه المحتملة ثلاثة: الأوّل: كون النتيجة كلية مطلقا. الثاني:
كونها مهملة مطلقا. الثالث: التفصيل بين المرتبة فالنتيجة مهملة و بين السبب و المورد فالنتيجة كلية، أو التفصيل بين السبب و المورد، فبالنسبة إلى السبب كلية و بالنسبة إلى المورد مهملة، على ما سيأتي تفصيل ذلك كله (إن شاء اللّه تعالى).
و ينبغي أن يعلم أوّلا: أنّ المقصود من كون النتيجة مهملة، هو أنّ ما تقتضيه مقدمات الانسداد أوّلا و بالذات ليس إلّا قضية جزئية [1] و هي اعتبار الظن في الجملة في بعض الموارد، أو بعض المراتب، أو من بعض الأسباب، و تعيين النتيجة من حيث العموم و المخصوص بالنسبة إلى هذه الأمور لا بد و أن يكون بمعيّن آخر غير تلك المقدمات الأوّلية التي مهّدت لاستنتاج اعتبار الظن.
و ليس المقصود من إهمال النتيجة كونها مهملة إلى الآخر من دون أن يكون لها معيّن، فانّ ذلك يلزم لغوية دليل الانسداد [2] و هو واضح.
و إلى ذلك يرجع ما اشتهر في الألسن: من كون الطريق قد يكون واصلا بنفسه و قد يكون واصلا بطريقه، فانّ معنى كون الطريق واصلا بنفسه:
هو أنّه لا يحتاج في استنتاج النتيجة و تعيينها إلى مقدمة خارجية أخرى وراء مقدمات الانسداد [3] و معنى كون الطريق واصلا بطريقه: هو أنّه لا تكفي تلك
______________________________ [1] أقول: يعنى قابلة للجزئية و الكلية و أنّ المتيقن هو الجزئية، كما يقال: من أنّ المهملة في قوة الجزئية.
[2] أقول: لو لم يكن في البين قدر متيقن مطلقا أو بالإضافة، و ليس ذلك من المعيّنات الخارجية، كما لا يخفى.
[3] أقول: لا ندري من أين جاء شرح هذا الاصطلاح، و الّذي سمعناه من الأساطين أنّ المقصود من