responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه المضاربه نویسنده : الموسوي الأردبيلي، السيد عبدالكريم    جلد : 1  صفحه : 57

و أحال الناس في سُوقهم و معاملاتهم إلى أنفسهم، فباب المعاملات مفتوح على مصراعيه، و كان ذلك على خلاف باب العبادات و هي توقيفية محضة و تعبدية صرفه. و يكفيك في هذا المقام خبر عبد اللّه بن سنان قال: «قال أبو عبد اللّه عليه السلام: ستصيبكم شبهة فتبقون بلا عَلَمٍ يُرى و لا إمام هدى، لا ينجو منها إلّا مَنْ دعا بدعاء الغريق، قلت: و كيف دعاء الغريق؟

قال: تقول: يا اللّه! يا رحمان! يا رحيم! يا مقلب القلوب! ثبّت قلبي على دينك فقلت: يا مقلب القلوب و الأبصار! ثبّت قلبي على دينك، فقال: إنّ اللّه عز و جل مقلب القلوب و الأبصار لكن قل كما أقول: يا مقلب القلوب! ثبّت قلبي على دينك».[1] و إذا قيس ذلك مع قصة عروة بن أبي الجعد البارقي- الذي أعطاه النبي صلى الله عليه و آله ديناراً يشتري به أضحية أو شاة، فاشترى شاتين، فباع أحدهما بدينار، فأتاه بشاة و دينار، فدعا النبي صلى الله عليه و آله له بالبركة في بيعه، فكان لو اشترى تراباً لربح فيه-[2] يعرف الفرق بين البابين، فباب المعاملات و العقود و الإيقاعات باب واسع و لم يكن كباب العبادات توقيفياً. هذا من ناحية، و من ناحية اخرى أن المجتمعات و الجوامع في تحوّل و تغيير دائميين فلكلّ مجتمع في كلّ موقف من المواقف آداب و سنن خاصّة، في المعارس و المغازي و العقود و الإيقاعات و غيرها من شئون الحياة الاجتماعية، و هي تتغير بمضيّ الزمان و تغير الشرائط، فالعقد المتعارف في هذا اليوم يترك في اليوم الآتي و يختلف عنه من حيث الكيفية و الشرائط و من حيث الإطلاق و التقييد و نحوها، و في كلّ زمان علينا تحقيق ما هو المتعارف بين الناس في ذاك اليوم و تمييز ما هو المشروع من غير المشروع و الدقة فيه و ردّه إلى ما هو المشروع المجاز.

و لكن لا بدّ من أن يلاحظ أنّ المسألة ليست بهذه السهولة، فقد يقع الإنسان في موقف‌


[1].- بحار الأنوار، ج 95، ص 326، الباب 115، ح 1.

[2].- سنن أبى داود، ج 3، ص 256، باب في المضارب يخالف، الرقم 3384.

نام کتاب : فقه المضاربه نویسنده : الموسوي الأردبيلي، السيد عبدالكريم    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست