رحله- من الإبل والورس وغيرها- بحيث أوجب تعذر الانتفاع به، أو حصول النكال بسببه ... إلى غير ذلك مما ذكره المؤرخون ولا نطيل باستقصاء مفرداته.
فإن هذه الأمور بمجموعها زادت في وقع المصيبة على المسلمين، وكشفت عن عظم الجريمة عند الله عز وجل، حتى عجّل بإظهار سخطه في الدنيا، ليلفت نظر الناس لذلك، ويقيم الحجة عليهم.
الإمام الحسين (ع) ثار الله تعالى وابن ثاره
ومن جميع ذلك يظهر الوجه في استحقاق الإمام الحسين (صلوات الله عليه) أن يكون ثار الله تعالى في الأرض، كما تضمنت الزيارات الواردة عن أئمة أهل البيت (صلوات الله عليهم) ذلك في حقه وحق أبيه أمير المؤمنين (عليهما وعلى آلهما أفضل الصلاة والسلام).
ففي صحيح الحسين بن ثوير عن الإمام الصادق (ع) الوارد في زيارة الإمام الحسين (صلوات الله عليه) قوله (ع): «السلام عليك يا قتيل الله وابن قتيله. السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره. السلام عليك يا وتر الله الموتور في السموات والأرض ... وأشهد أنك ثار الله في الأرض وابن ثاره»[1]، ونحوها غيرها[2].
وهو المناسب لما في حديث جابر قال: «سمعت رسول الله (ص) يقول: يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون إلى الله عزّ وجلّ: المصحف والمسجد والعترة. يقول المصحف: يا رب حرقوني ومزقوني. ويقول المسجد: يا رب عطلوني وضيعوني. وتقول العترة: يا رب قتلونا وطردونا وشردونا. فأجثوا للركبتين