خطبتها الشهيرة، وأشارت لإنشاده الأبيات المذكورة، وقد بدأتها بقولها: «الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين. صدق الله تعالى إذ يقول: ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِؤُون ... أتهتف بأشياخك؟! زعمت تناديهم. فلتردن وشيكاً موردهم، ولتودن أنك شللت وبكمت ولم تكن قلت ما قلت ... فكد كيدك، واسع سعيك وناصب جهدك. فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا ...»[1].
الجو الديني الذي عاشه الإمام الحسين (ع) وأصحابه
وفي مقابل ذلك كله كان الإمام الحسين (صلوات الله عليه) ومن معه يذكّرون بالله عزّ وجلّ ويدعون إليه، ويحذرون من عذابه وانتقامه. ويلهجون بذكره واللجأ إليه والتوكل عليه، ويرددون الرضا بما يختاره لهم، ويحتسبون مصائبهم في سبيله تعالى. ويؤكدون أن هدفهم إحقاق الحق وإبطال الباطل، وأن همهم رضا الله سبحانه، وأداء حق النبي (ص) في أهل بيته، ونحو ذلك. مع ما ظهر من استجابة دعائهم على أعدائهم في المعركة[2] وبعدها[3].
[2] المصنف لابن أبي شيبة ج: 8 ص: 633 كتاب المغازي: من كره الخروج في الفتنة وتعوذ عنها. مجمع الزوائد ج: 9 ص: 193 كتاب المناقب: باب مناقب الحسين بن علي عليهما السلام. المعجم الكبير ج: 3 ص: 114، 117 مسند الحسين بن علي: ذكر مولده وصفته. إكمال الكمال ج: 2 ص: 571 في باب حويزة. تاريخ الطبري ج: 4 ص: 328- 329 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة. الكامل في التاريخ ج: 4 ص: 66- 67 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر مقتل الحسين رضي الله عنه. تاريخ دمشق ج: 14 ص: 233، 235 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. الفتوح لابن أعثم ج: 5 ص: 108 ذكر اجتماع العسكر إلى حرب الحسين بن علي رضي الله عنه، ص: 130 تسمية من قتل بين يدي الحسين من ولده واخوانه وبني عمه رضي الله عنهم. مقتل الحسين للخوارزمي ج: 2 ص: 249. بحار الأنوار ج: 45 ص: 301. وغيرها من المصادر الكثيرة.
[3] سير أعلام النبلاء ج: 3 ص: 311 في ترجمة الحسين الشهيد. تهذيب الكمال ج: 6 ص: 430 في ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب. تاريخ الطبري ج: 4 ص: 312 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة. الكامل في التاريخ ج: 4 ص: 53- 54 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر مقتل الحسين رضي الله عنه. مقتل الحسين للخوارزمي ج: 2 ص: 35. وغيرها من المصادر.