يحسن الحديث فيها حول أمرين يتعلقان بفاجعة الطف وما استتبعته من إيضاح معالم دين الإسلام ووضوح حجته.
الأول: أثر ذلك في تعديل مسار الفكر الديني والإنساني عامة، وإيضاح الضوابط التي ينبغي أن ينهجها طالب الحقيقة.
الثاني: في أهمية إحياء الفاجعة، والسعي لتجديدها والتذكير بها، وآلية ذلك.
وذلك يكون في فصلين:
الفصل الأول: في أثر وضوح معالم الإسلام في استقامة منهج الفكر الإنساني
لا يخفى أن كبح جماح انحراف السلطة، والحيلولة دون تحكمها في الدين، وقيام الحجة على الدين الحق ووضوح معالمه، ونشاط فرقة الإمامية الاثني عشرية، المؤكدة على إمامة أهل البيت (صلوات الله عليهم)، والمتبنية لثقافتهم الرفيعة، وتعاليمهم المنطقية الموافقة للفطرة السليمة، والمنكرة للظلم والطغيان، وتشويه الحقائق، وتحريف مفاهيم الدين الحنيف، نتيجة العوامل المتقدمة، كل ذلك وإن كان بالدرجة الأولى فتحاً مبيناً لدين الإسلام العظيم ورموزه الشامخة،