responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 53

لنهضته الشريفة من أهل بيته وأنصاره من لا يتراجع عنها بعد أن اقتنع بها، وكان بوسعهم التراجع في أي وقت أرادوا.

لكنهم آمنوا بقيادته، واستسلموا لما يقرره حتى النفس الأخير، مع قوة في البصيرة، ومزيد من السرور والشعور بالفوز والسعادة. وقد آمنوا بمشروعه كما آمن هو (ع).

بل قد ثبتوا معه (ع) ولم يتركوه حتى بعد أن أذن لهم بالانصراف، وجعلهم في حلّ من بيعته. وكان كلامهم في التعقيب على ذلك يؤكد على الإصرار على مواساته بأنفسهم والقتال دونه والتضحية في سبيله، وعلى الشعور بالفوز والسعادة بذلك. ولا يسعنا استقصاؤه لكثرته.

كما أنه يأتي في حديثنا هذا منهم بعض النكات الملفتة للنظر، والتي تحمل على المزيد من الإعجاب والاحترام لهم رفع الله تعالى شأنهم.

نعم ورد أن الضحاك بن عبد الله المشرفي قال للإمام الحسين (صلوات الله عليه): «إني أقاتل عنك ما رأيت مقاتلًا، فإذا لم أرَ مقاتلًا فأنا في حلّ من الانصراف»، وأنه انصرف حين لم يجد مقاتلًا[1].

وهذا في الحقيقة ليس تراجعاً عن موقف مسبق، بل هو قصور في الموقف من أول الأمر، مع تنفيذه كاملًا.

وحتى عائلته الكريمة التي رأت من بعده الأهوال لم ينقل عن أي منها ما يدل على استنكاره لموقفه (ع) أو الشكوى منه في استمراره إلى النهاية المفجعة. بل يظهر من مواقف كثير منها الإيمان بمشروعه (ع)، وقوّة البصيرة بأن عاقبته النجاح والفلاح.


[1] الكامل في التاريخ ج: 4 ص: 73 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة: ذكر مقتل الحسين رضي الله عنه، واللفظ له. تاريخ الطبري ج: 4 ص: 339 أحداث سنة إحدى وستين من الهجرة.

نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 53
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست