responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 528

سبباً في تقوية الحاجز النفسي بينهم وبينها.

ثمرات مهادنة السلطة

وكان نتيجة المهادنة المذكورة، وعدم التصدي لمواجهة الحاكم، وظهور ذلك عنهم عليهم السلام وعن شيعتهم أن كسب التشيع ..

أولًا: عدم التفريط بقدرات الشيعة وطاقاتهم، وصرفها في محاولات غير مجدية، بل قد تعود عليهم بأضرار فادحة، وتوجيه تلك القدرات والطاقات الهائلة لما ينفعهم في دينهم ودنياهم، ويركز دعوتهم الحقة ويشيدها.

بل انصراف الشيعة عن الصراع السياسي والعسكري يجعلهم- من حيث يريدون أو لا يريدون- أحرص على نشاطاتهم الدينية- خصوصاً المذهبية منها- من أجل التنفيس عن كبتهم، وتثبيت هويتهم وشخصيتهم، وإثبات وجودهم، كردّ فعل صامت على مواقف السلطات المتعاقبة ضدّهم، وجورها عليهم.

وثانياً: تخفيف ضغط السلطات على الشيعة والتشيع نسبياً، رغم ابتناء الإمامة عند الشيعة على عدم شرعية تلك السلطات، وقيام الشيعة بكثير من الممارسات التي لا تعجبها، وعدم تجاوبهم مع كثير من ممارسات السلطة، بل استنكارهم لبعضها، ولو برفق وهدوء.

وذلك لانشغال السلطة عنهم بمكافحة المعارضة المسلحة التي تكاد تكون مستمرة، وهي تهددها بالمباشرة. وإلى ذلك يشير ما ورد عنهم (صلوات الله عليهم) من أن الله عز وجل جعل الزيدية وقاء للشيعة[1].

وحتى لو تفرغ الحاكم للشيعة، وحاول التنكيل بهم- كما حدث كثيراً- فإنه يعدّ لدى المنصف ظالماً، بعد أن لم يمارسوا الكفاح المسلح، ولا ينازعونه‌


[1] الغيبة للنعماني ص: 204. بحار الأنوار ج: 52 ص: 139.

نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 528
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست