responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 519

الفرقة فإن ذلك تحت قدمي. فوالله ما اغترني بذلك إلا ما كان بينك وبينه وقد نقض. فإذا شئت فأعد الحرب جذعة، وأنذر[1] لي في تقدمك إلى الكوفة، فأخرج عنها عامله، وأظهر خلعه، وتنبذ إليهم على سواء. إن الله لا يحب الخائنين. وقال الآخرون مثل ما قال سليمان بن صرد.

فقال لهم الإمام الحسن (صلوات الله عليه): أنتم شيعتنا وأهل مودتنا. فلو كنت بالحزم في أمر الدنيا أعمل ولسلطانها أربض وأنصب ما كان معاوية بأبأس مني بأساً، ولا أشد شكيمة، ولا أمضى عزيمة. ولكني أرى غير ما رأيتم. وما أردت فيما فعلت إلا حقن الدم. فارضوا بقضاء الله، وسلموا لأمره، والزموا بيوتكم، وأمسكوا، أو قال: كفوا أيديكم، حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر»[2].

وربما يكون تمسكه (عليه أفضل الصلاة والسلام) بموقفه وإصراره على الموادعة من أجل أن الأوضاع وإن تغيرت لصالحه (ع) من الجهتين السابقتين إلا أنها لم تتغير من بقية الجهات السابقة. بل زاد في المشكلة أمران:

تقوية معاوية لسلطانه في فترة حكمه‌

الأول‌: أن معاوية وإن استهتر بقيم المسلمين وحقوقهم، إلا أنه اشترى ضمائر كثير من ذوي المكانة والنفوذ في المجتمع. كما أنه أحكم أمر سلطانه، وزاد في قوة دولته بالترغيب والترهيب، بنحو قد لا يتهيأ استجابة فئة معتد بها للإمام الحسن (صلوات الله عليه)، كما حصل للإمام الحسين (صلوات الله عليه)،


[1] هكذا ورد في الطبعة المعتمد عليها، ولكن الوارد في طبعة دار اليقظة العربية تحقيق: محمود فردوس العظم ج: 2 ص: 391« وائذن لي».

[2] أنساب الأشراف ج: 3 ص: 290- 291 أمر الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، واللفظ له. الإمامة والسياسة ج: 1 ص: 133- 134 إنكار سليمان بن صرد.

نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 519
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست