المقتول، فإنه كان يقال: يقتل في هذه الأمة إمام يفتح عليها القتل والقتال إلى يوم القيامة ...»[1].
ومن الظاهر أن المسلمين لا عهد لهم بهذه الحروب ولا يعرفون أحكامها، وإنما يعهدون حرب الكفار من المشركين وأهل الكتاب. فتتحكم فيها اجتهادات السلطة ونزواتها من دون تحديد للحق والباطل، والعدل والجور.
وفي الحقيقة قد سبقت الحرب للمسلمين من أجل السلطة قبل ذلك عند ارتحال النبي (ص) للرفيق الأعلى. فإن بعض الحروب التي أطلق عليها حروب الردة لم تكن في الحقيقة حروب ردة، بل كانت من أجل تثبيت سلطة أبي بكر، على ما ذكرناه في جواب السؤال الرابع من الجزء الثاني من كتابنا (في رحاب العقيدة).
إلا أن السلطة قد حاولت تشويه موقف المعارضة بإطلاق حروب الردة عليها. كما أنها تخبطت في التعامل مع المعارضة عن عمد أو جهل، كما أشرنا لشيء من ذلك في المبحث الأول عند عرض نماذج من الانحراف في العهد الأموي[2]. ومن ثم لم يعرف المسلمون شيئاً عن التعامل الإسلامي الحق في حرب أهل القبلة.
سيرته (ع) في حروبه صارت سنّة للمسلمين
فكانت بيعة أمير المؤمنين (ع) وتوليه السلطة ومباشرته لتلك الحروب التي ترتبت على بيعته سبباً في وضوح أحكامها. وصارت سيرته (ع) فيها علماً للمسلمين.
حتى قال أبو حنيفة: «ما قاتل أحد علياً إلا وعلي أولى بالحق منه. ولولا ما