ولم يحمله ذلك على أن يعيد النظر في أمره، ويراجع حساباته، ويتلبث حتى تنجلي الأمور، ويتضح موقف الناس، وموقف شيعته- الذين كاتبوه- بعد ولاية ابن زياد على الكوفة، واستلامه السلطة فيها.
وحتى بعد أن بلغه- قبل التقائه بالحر وأصحابه- خذلان الناس له، ومقتل مسلم بن عقيل (ع) وهاني بن عروة وعبد الله بن يقطر رضي الله عنهما، وإحكام ابن زياد سيطرته على الكوفة لم يثنه ذلك عن المضي في طريقه.
كما ورد أنه لما بلغه مقتل مسلم بن عقيل (ع) وهاني بن عروة استرجع، وترحم عليهما مراراً، وبكى[1]، وبكى معه الهاشميون، وكثر صراخ النساء حتى ارتج الموضع لقتل مسلم، وسالت الدموع كل مسيل[2]. وقال (صلوات الله عليه): «رحم الله مسلماً، فلقد صار إلى روح الله وريحانه وتحيته وغفرانه ورضوانه. أما إنه قد قضى ما عليه، وبقي ما علينا»[3].
بل لما وصلته (ع) رسالة ابن الأشعث يخبره عن لسان مسلم بن عقيل بما
[1] تاريخ الطبري ج: 4 ص: 299 أحداث سنة ستين من الهجرة: ذكر الخبر عن مسير الحسين( ع) من مكة متوجهاً إلى الكوفة ....
[3] مقتل الحسين للخوارزمي ج: 1 ص: 223 الفصل الحادي عشر في خروج الحسين من مكة إلى العراق، واللفظ له. الفتوح لابن أعثم ج: 5 ص: 80 ذكر مسير الحسين رضي الله عنه إلى العراق. الفصول المهمة ج: 2 ص: 773 الفصل الثالث في ذكر الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام: فصل في ذكر شيء من محاسن كلامه وبديع نظامه( ع). مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ص: 390 الفصل الثامن في كلامه( ع). اللهوف في قتلى الطفوف ص: 45 خروج الحسين من مكة إلى العراق. وغيرها من المصادر.