وبذلك تعرض الدين للتحريف عن جهل أو عمد، كما قال أبو موسى الأشعري: «لقد ذكّرنا علي بن أبي طالب صلاة كنا نصليها مع رسول الله (ص)، إما نسيناها، وإما تركناها عمداً ...»[1]. وقريب منه عن عمران بن حصين[2].
وفي حديث أبي الدرداء: «والله ما أعرف من أمة محمد (ص) شيئاً إلا أنهم يصلون جميعاً»[3]. وفي حديث أنس قال: «ما أعرف شيئاً مما كان على عهد النبي (ص).
قيل: الصلاة. قال: أليس ضيعتم ما ضيعتم فيها»[4]. وفي حديث لوهب بن حسان قال: «كل سنن رسول الله (ص) قد غيرت حتى الصلاة»[5] ... إلى غير ذلك.
وقد عانى الإسلام نتيجة ذلك من أمور ثلاثة:
جهل المتصدين للفتوى والقضاء
الأمر الأول: جهل المتصدين لبيان الأحكام في الفتوى والقضاء، حيث
[1] مسند أحمد ج: 4 ص: 392، واللفظ له، 400، 412، 415 حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. المصنف لابن أبي شيبة ج: 1 ص: 272 كتاب الصلوات: من كان يتم التكبير ولا ينقصه في كل رفع وخفض. علل الدارقطني ج: 7 ص: 224. فتح الباري ج: 2 ص: 224. عمدة القاريء ج: 6 ص: 58- 59. تفسير القرطبي ج: 1 ص: 172. شرح معاني الآثار ج: 1 ص: 221. التمهيد لابن عبد البرج ج: 9 ص: 176. وغيرها من المصادر الكثيرة.
[2] صحيح البخاري ج: 1 ص: 190، 200. صحيح مسلم ج: 2 ص: 8.
[3] صحيح البخاري ج: 1 ص: 159 كتاب الجماعة والإمامة: باب فضل صلاة الجماعة، واللفظ له. مسند أحمد ج: 5 ص: 195 باقي حديث أبي الدرداء. شرح صحيح مسلم للنووي ج: 16 ص: 175. وغيرها من المصادر.
[4] صحيح البخاري ج: 1 ص: 134 كتاب مواقيت الصلاة: باب تضييع الصلاة عن وقتها. ونحوه في الكافي ج: 8 ص: 64.
[5] معرفة السنن والآثار ج: 3 ص: 46. عين الحديث ذكر عن وهب بن كيسان في كتاب الأم ج: 1 ص: 269.