responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 223

على إفريقية. وبلغ هشاماً الخبر، فإذا هم النفر الذين جاء الخبر أنهم صنعوا ما صنعوا»[1].

وهو يكشف بوضوح عن تأثير هذه الثقافة في تشويه مفهوم وجوب الطاعة حتى يُتحمّل من أجلها مثل هذا الظلم. كما يكشف عن استغفال الناس- نتيجة العوامل السابقة- حتى صاروا يحترمون هؤلاء الخلفاء الجبارين، ويعظمونهم هذا التعظيم، مع شدة تعلقهم بالدنيا، وانغماسهم في الملذات بإسراف وإفساد، بحيث يبلغ بهم الأمر أن يطلبوا جلد السخال البيض ولو توقف تحصيل الواحد منه على أن يبقروا بطن ألف شاة لعامة الرعية من المسلمين.

وبدلًا من أن يأنف هؤلاء المستغفلون أن يكون هؤلاء ولاة عليهم وأمراء للمؤمنين، يحتملون ذلك، ويخلون أمراءهم يفعلونه، ويقولون: «ما أيسر هذا لأمير المؤمنين».

ومن الملفت للنظر أن الراوي لا ينعى على الخلفاء ظلمهم وظلم عمالهم لهؤلاء، واحتجابهم عنهم بحيث لا يتسير لهم إبلاغ ظلامتهم، حتى يضطرهم ذلك لشق العصا والخروج عن طاعتهم، بعد أن كانوا- كما يقول- أحسن أمة إسلاماً وطاعة، بل يظهر عليه الأسف لإفساد أهل العراق ودعاتهم لهؤلاء المساكين، وحملهم على شق العصا والخروج عن الطاعة، مما أدى إلى خروجهم وخلافهم بعد ما غضوا النظر عن الظلامات الكثيرة، حتى بلغ الظلم إلى أعراضهم وغصب نسائهم، وبعد أن طال احتجاب الخليفة عنهم حتى نفدت نفقاتهم، وكانوا قد قصدوه من تلك المسافات البعيدة ليرفعوا له ظلامتهم.


[1] تاريخ الطبري ج: 3 ص: 313 أحداث سنة سبع وعشرين من الهجرة: ذكر الخبر عن فتح أفريقية وعن سبب ولاية عبد الله بن سعد بن أبي سرح مصر وعزل عثمان عمرو بن العاص عنها، واللفظ له. الكامل في التاريخ ج: 3 ص: 92- 93 أحداث سنة سبع وعشرين من الهجرة: ذكر انتقاض افريقية وفتحها ثانية.

نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست