شأنه- من أن الأرض لا تخلو من إمام وحجة، تبعاً لما استفاض- بل تواتر- عن النبي والأئمة من آله (صلوات الله عليهم أجمعين)[1].
ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا غلب أهل باطلها أهل حقها
إلا أن الأديان جميعاً قد ابتليت بالاختلاف بعد أنبيائها. ومن الطبيعي- إذا لم تتدخل العناية الإلهية بوجه خاص- أن يكون الظاهر في آخر الأمر هو الباطل، وتكون الغلبة والسلطة له ..
أولًا: لأن مبدئية صاحب الحق المعصوم تجعله يحمل الناس على مرّ الحق، ولا يهادن فيه، وذلك يصعب على أكثر الناس، كما قال الإمام الحسين (صلوات الله عليه): «الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قلّ الديانون»[2]. وحينئذٍ يخذلونه ويتفرقون عنه. بل كثيراً ما يتحزبون ضده.
وثانياً: لأن مبدئية المعصوم تمنعه من سلوك الطرق الملتوية، وغير المشروعة، والمنافية للمبادئ الإنسانية السامية، في صراعه مع الباطل. وهي
[1] تذكرة الحفاظ ج: 1 ص: 12 في ترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. حلية الاولياء ج: 1 ص: 80 في ترجمة علي بن أبي طالب. تذكرة الحفاظ ج: 24 ص: 221 في ترجمة كميل بن زياد بن نهيك. كنز العمال ج: 10 ص: 263- 264 ح: 29391. تاريخ دمشق ج: 14 ص: 18 في ترجمة الحسين بن أحمد بن سلمة، ج: 50 ص: 254 في ترجمة كميل بن زياد بن نهيك. المناقب للخوارزمي ص: 366 الفصل الرابع والعشرون في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه. ينابيع المودة ج: 1 ص: 89. جواهر المطالب ج: 1 ص: 303. وغيرها من المصادر.
وأما المصادر الشيعية: فقد رويت في نهج البلاغة ج: 4 ص: 37- 38، والمحاسن ج: 1 ص: 38، وبصائر الدرجات ص: 57، والإمامة والتبصرة ص: 26، والكافي ج: 1 ص: 178، 179، والخصال للصدوق ص: 479، وكمال الدين وتمام النعمة ص: 222، 319، 409، 445، 511، وكفاية الأثر ص: 164، 296، وبحار الأنوار ج: 23 ص: 1- 65، وغيرها من المصادر.