responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 135

أتحسبني يا معاوية قاتلًا بسراً بأحد ابني؟! هو أحقر وألأم من ذلك. ولكني والله لا أرى لي مقنعاً ولا أدرك ثأراً إلا أن أصيب بهما يزيد وعبد الله. فتبسم معاوية وقال: وما ذنب معاوية وابني معاوية. والله ما علمت ولا أمرت، ولا رضيت ولا هويت. واحتملها منه لشرفه وسؤدده»[1].

وقد جرى الخلف على سنن السلف، كما قال الشاعر:

نبني كما كانت أوائلنا تبني ونفعل مثل ما فعلوا

وعلى كل حال فالذي يظهر بعد ملاحظة الأحداث والتدبر فيها أن الجريمة بأبعادها الواقعية والعاطفية قد أخذت موقعها في نفوس المسلمين، وصارت صرخة في ضمائرهم ترعب الظالمين.

وإلا فمن غير الطبيعي أن يتراجع هذان الجباران المستهتران- مع ما هما عليه من الطيش والعنجهية- بهذه السرعة من دون أن يظهر أي وهن في قواهما المادية، أو التخلي منهما عن سياسة العنف والعنجهية في معالجة المشاكل الطارئة.

وقد صدق من قال: ما رأيت واقعة كواقعة الطف عضّ فيها المنتصر أنامله ندماً.

ويبدو أن مقام أهل البيت (صلوات الله عليهم) وفداحة مصيبتهم وآثارها السلبية على أعدائهم قد فرض نفسه على أرض الواقع حتى اضطر للاعتراف به أعداؤهم.

موقف عبد الملك بن مروان من الفاجعة

فمروان بن الحكم من ألدّ أعدائهم حتى إنه كان من المحرضين على قتل‌


[1] شرح نهج البلاغة ج: 2 ص: 17، 18. وقريب منه في أنساب الأشراف ج: 3 ص: 216 غارة بسر بن أرطاة القرشي.

نام کتاب : فاجعة الطف: ابعادها، ثمراتها، توقيتها نویسنده : الطباطبائي الحكيم، السيد محمد سعيد    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست