فصاحب النبي الأعظم في الغار، و المهاجر الوحيد معه في الرعيل الأول من المهاجرين السابقين يهمّنا إكباره و إعظامه، و يعدُّ من الجنايات الفاحشة بخس حقه، و التقصير في تحديد نفسياته، و الخروج عن قضاء العدل فيها، و النزول على حكم العاطفة.
لا يهمنا البحث عن هذه كلّها بعد ما سمعت أذن الدنيا حديث السقيفة مجتمع الثويلة، و فرّطت بنبأ تلك الصاخة الكبرى، و التحارش العظيم من المهاجرين و الأنصار، اذا وقعت الواقعة، ليس لوقعتها كاذبة، خافضة رافعة.
و نحن لا نحوم حول موضوع الخلافة و انها كيف تمّت؟ كيف صارت؟
كيف قامت؟ كيف دامت؟ و ان الاراء فيها هل كانت حرة؟ و وصايا المشرّع الأعظم هل كانت متّبعة او كانت للاهواء و الشهوات يومئذ حكومة جبارة هي تبطش و تقبض، و هي ترفع و تخفض، و هي ترتق و تفتق، و هي تنقض و تبرم، و هي تحل و تعقد؟!
ما عساني أن أقول؟ و التاريخ بين يدي الباحث يدرسه بأن كل رجل من سواد الناس يوم ذاك كان يرى الفوز و السلامة لنفسه في عدم التحزّب بأحد من