(الحديث الرابع)

ذكر العلامة الأميني قدس سره في باب: (الغلو في أبي بكر) قال:[84] ليس من العسير الشديد عرفان حدود أي فرد شئت من الصحابة، اذ التاريخ- مع ما فيه من الخبط و الخلط مع ما نسجت عليه أيدي المعرّة الاثيمة، مع ما طمس صحيحه بالفتن المظلمة في أدوارها و قرونها الخالية، مع ما لعبت به الاهواء المضلة بالتحريف و الإختلاق، مع ما دسّ فيه عاقبة الافك و الافتعال، مع ما سوّدت صحائفه بآراء تافهة، و نظريات سخيفة، و مبادئ فاسدة، و نعرات طائفية، و مخاريق قومية، و جنايات شعوبية، فيه رمز من الحقيقة، لا يختلط للناقد البصير زبده بخائره، و صحيحه بسقيمه، و يسع له أن يستخرج المحض بالمخض، و يتخذ منه دروس الحقائق، و يعرف به حدود الرجال، و مقاييس السلف، و مقادير الأمم الغابرة.

و من اللازم المحتوم علينا النظر في تراجم الشخصيات البارزة من رجال الإسلام سلفاً و خلفاً بعين الاكبار دون عين رهصة، و لا سيما من عُرف منهم بالخلافة الراشدة بين الملأ الديني، و لو بالانتخاب الدستوري الذي ليس له أي قيمة و كرامة في سوق الاعتبار، و ميزان العدل، و رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشاءُ وَ يَخْتارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ[85] وَ مَا كَانَ لِمُؤْمَنٍ وَ لَا مُؤْمِنَةٍ إذا قَضى‌ اللّهُ وَ

[84] الغدير: ج 7، ص 73- 81.

[85]) القصص: 68.