الخامسة: قوله تعالى: «ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات اللَّه» وقال الثعلبي: ورواه ابن عباس: أنها نزلت في علي عليه السلام لمّا هرب النبي صلى الله عليه و آله و سلم من المشركين الى الغار، خلّفه لقضاء دينه وردّ ودايعه، فبات على فراشه وأحاط المشركون بالدار. فأوحى اللَّه الى جبرئيل وميكائيل اني قد آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر فأيّكما يؤثر صاحبه بالحياة فاختار كل منهما الحياة، فأوحى اللَّه اليهما: ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين مُحَمَّد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، اهبطا الى الأرض فاحفظاه من عدوّه، فنزلا، فكان جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه، فقال جبرئيل: بخٍ بخٍ من مثلك يابن أبى طالب يباهي اللَّه بك الملائكة!
وقال الفضل-/ من علماء العامّة-/ معترضاً:
اختلف المفسّرون أن الآية فيمن نزلت؟ قال كثيرٌ منهم: نزلت في صهيب الرومي كان غريباً بمكة فلما هاجر رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم قصد الهجرة فمنعته قريش من الهجرة، فقال: يا معشر قريش انكم تعلمون اني كثير المال واني تركت لكم أموالي فدعوني أهاجر في سبيل اللَّه ولكم مالي، فلما هاجر وترك الاموال أنزل اللَّه هذه