له من توبة، إذا قُتل المؤمن من أجل إيمانه، وأما إذا قتله لغضب أو لسبب شيء من أشياء الدنيا فإنّ توبته أن يقاد منه وإذا تنازل أولياء المقتول، فعليه الدية، وقد استدلت الإمامية في ذلك في رواية الإمام الصادق عليه السلام حيث روى العياشي بإسناده عن ابن سنان([1212]) عن الإمام الصادق عليه السلام قال: سألته عن المؤمن يقتل المؤمن متعمداً له توبة؟ قال: «إن كان قتله لإيمانه فلا توبة له، وإن كان قتله لغضب أو لسبب شيء من أمر الدنيا، فإنّ توبته أن يقاد منه، وإن لم يكن علم به أحد انطلق إلى أولياء المقتول فأقر عندهم بقتل صاحبهم، فإنّ عفوا عنه فلم يقتلوه أعطاهم الدية واعتق نسمة وصام شهرين متتابعين وأطعم ستين مسكيناً توبة إلى الله»([1213]).

وأما رأي أهل السنة والمعتزلة: فقد ذكرها القرطبي، فقال: إنّ المعتزلة تقول ليس له توبة، وأهل السنة تقول: له توبة عن عبد الله بن عمر وزيد وابن عباس([1214]).

[1212] عبد الله بن سنان بن طريف مولى بني هاشم، يقال :مولى بني أبي طالب، ويقال: مولى بني العباس، وكان خازناً للمنصور والمهدي والهادي والرشيد، كوفياً، ثقة، من أصحابنا، جليل، لا يطعن عليه في شيء، من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام. أنظر: النجاشي، الرجال، 214 والطوسي، الرجال، 264 والعلامة الحلي، خلاصة الأقوال، 192 والتفرشي، نقد الرجال، 3، 112 والسيد الخوئي، معجم رجال الحديث، 11، 224.

[1213] محمد بن مسعود، التفسير، 1، 294 والفيض الكاشاني، تفسير الصافي، 5، 484 والطباطبائي، البيان، 3، 129 – 130.

[1214] الجامع لأحكام القرآن، 5، 289 – 293.