هو تذكير لهم بسنة الله الجارية في المشركين
من الأمم الماضية إذا اتخذوا من دون الله أولياء فأهلكهم الله بعذاب أنزله إليهم ليلاً
أو نهاراً فاعترفوا بظلمهم([209]).
وقال تعالى: (وَالله
يَدْعُو إلى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاء إلى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)([210]).
أي إنّ الله يدعوكم إلى الحياة الأخروية
فتستجيبون إلى قبولها, وهو تكليف الناس بما يريده من دين بلسان آياته إنّ الله يدعو
إلى دار السلام وهي الجنة إذ لا شر فيها ولا ضر على ساكنها, وقيل إنّها سميت دار السلام
لأنّه تعالى لإنما سمي سلاماً لبراءته من كل شر وسوء ويهدي من يشاء إلى الطريق المستقيم([211]).
عن الهروي قال: سمعت علي بن موسى الرضا
(عليه السلام) يقول: أوحى الله عزّ وجلّ إلى نبي من أنبيائه إذا أصبحت فأول شيء يستقبلك
فكله، والثاني فاكتمه، والثالث فاقبله، والرابع فلا تؤيسه والخامس فاهرب منه، قال:
فلما أصبح مضى فاستقبله جبل أسود عظيم، فوقف وقال: أمرني ربي عزّ وجلّ أن آكل هذا وبقي
متحيراً، ثم رجع إلى نفسه فقال ربي جل جلاله: إلا يأمرني إلا بما اطيق فمشي إليه ليأكله
فلما دنا منه صغر حتى انتهى إليه فوجده لقمة فأكلها فوجدها أطيب شيء أكله، ثم مضى فوجد
طستاً من ذهب فقال: أمرني ربي أن أكتم هذا فحفر له حفرة وجعله فيه وألقى عليه التراب
ثم مضى فالتفت فإذا