(عليها السلام) كانت تشارك عملياً في تطبيق ذلك الأسلوب، كما أنّها كانت تمثل بحد نفسها الأم الحريصة على سلامة أبنائها وتربيتهم([435]).

ب - صلة الرحم

دعا الإسلام إلى الألفة والمحبة بين جميع الناس وأوصاهم بأن يتعارفوا ويتالفوا، وأكد ذلك وشدد عليه في حق القرابة المعبر عنها بالرحم..هذا الرحم أوصى الله بصلتها ونهى عن قطيعتها وحذر الأرحام من التدابر والتقاطع، وليس معنى ذلك أن تصبح القرابة صنماً يتحكم بعواطف الناس وعقائدها وتتحول الأرحام إلى آلهة تجرف في طريقها كل عدل وحق ويتحول على أساسها الباطل إلى حق والحق إلى باطل.. بل معناها أن يكون بين الأرحام تواصل وتعاطف وتواد في الله ومن اجل الله..فتتحول هذه الصلة إلى طهر ونزاهة يجتمع فيها الأرحام على طاعة الله وتقواه ولا يفصمها ولا يزلزلها حادث عابر أو قضية تافهة ومن هنا كان للأرحام حقوق أشد واقوى من حقوق سائر المسلمين يحسن بنا ان نمر عليها ونتدبرها..وصلة الأرحام مفهوم يعينه العرف والقدر المتيقن منه الآباء والأبناء والإخوة والأعمام والأخوال وأولادهم المباشرون، وهؤلاء أمرنا الله بصلتهم وفرض علينا التعاون معهم وكانت الوصية بالأرحام من الله لكي نحفظهم ونرعاهم([436]).

قوله تعالى: (وَاتَّقُواْ الله الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ)([437]).

ويرى ابن مسكويه في صلة الرحم: هي مشاركة ذوي اللحمة في الخيرات: التي تكون في الدنيا([438]).

[435] المصدر نفسه, ص91.

[436] الهاشمي, عبدالله: الأخلاق الاداب الاجتماعية, ص108.

[437] سورة النساء: آية: 1.

[438] ابن مسكويه: تهذيب الأخلاق, ص33.