responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التربية عند أئمة أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الغرابي، مها نادر عبد محسن    جلد : 1  صفحه : 167

فأتركه فإذا أصابت مدحاته مدحاتي قلت: لا أحملك كما لم تحملني فيقول: أما ترضى أن تحمل بدناً حمله رسول الله صلى الله عليه وآله فأحمله([433]).

هذه التربية القيمة التي جعلت الإمام الحسين (عليه السلام) يأبى الخضوع لمعسكر الفسق والفجور والظلم المتمثل في يزيد بن معاوية وأتباعه وينهض مع النفر القليل لمحاربة الكفر والإلحاد. وقامت الزهراء (عليها السلام) بتربيتهم على أساس الإيمان – إذ إنّ التربية التي لا تستند إلى أساس الإيمان بالله فاقدة للجدوى، لأنّها تقود الطفل إلى الإنكار والجحود، فكان بيت سيدة النساء الزهراء (عليها السلام) البسيط كان مناراً للإيمان ومشكاة الهداية..

رضعت أولادها من لبن ذلك الإيمان الخالص، وغذتهم بتلك القيم الروحية العالية، فاصبحوا - والحق - جديرين بان يكونوا الامتداد الخلاق لرسالة جدهم العظيم. وشتان بين تربية أساسها الإيمان، درج عليها الإمام الحسن (عليه السلام) وتربية أساسها النفاق والجشع نشأ عليها معاوية! وفرق شاسع بين تربية أساسها الطهارة تلقها الحسين عليه السلام وتربية أساسها الدنس والرجس تطبع على يزيد([434]).

وكما نشأت سيدة النساء الزهراء (عليها السلام) على الاستقامة في السلوك، فإنّها حرصت على تنشئة أولادها على الاستقامة أيضاً. لقد عودتهم على الصراحة والصدق والوفاء بالوعد، وانعكس ذلك على سلوكهم في المجتمع عندما شبوا وأصبحوا أعضاء بارزين يشار اليهم بالبنان..خصوصاً أنّ الإمامين الحسنين (عليهما السلام) ولدا في حلب الامامة والقيادة. وعلى الرغم من أنّ الفضل في شطره من ذلك يرجع إلى دقة الأسلوب الذي تبناه الإمام عليّ (عليه السلام)، فإنّ الزهراء


[433] المجلسي: بحار الانوار, ج43, ص297.

[434] الميلاني: فاطمة الزهراء (أم ابيها), ص90.

نام کتاب : التربية عند أئمة أهل البيت عليهم السلام نویسنده : الغرابي، مها نادر عبد محسن    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست