responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحولات المكان الحسيني في الشعر العراقي نویسنده : الحلي، شذي عبد الكاظم    جلد : 1  صفحه : 23

أولئك الشعراء على تطويع المكان لأغراضهم المختلفة. وعليه "فالتركيز على المكان في الشعر يعطيه عمقاً وغزارة وخصوبة" ([34]).

إن وظيفة المكان في الشعر قائمة على الإبداع في التعبير، وهو ما يغاير وظيفة المكان في الرواية، فوظيفته في الرواية وظيفة مساعدة تعين المتلقي على تفسير الحدث الدائر في المكان الموظف، وشتان ما بين أسلوب الشعر الهادف الى مزج المكان بالزمان، وأسلوب الرواية القائم على التفسير الذي يقدم للمتلقي تفاصيل المكان وخصوصياته، لإيضاح فكرة الحدث ([35]).

وقد نجد أحياناً توظيف مكان بعينه في أكثر من غرض وهذا التوظيف لا يأتي متطابقاً في كل الأغراض، بل به حاجة الى تدخل المبدع في إخضاع المكان لخدمة فكرته وموضوعه. وكلما كان الشاعر أكثر إبداعاً ترتب عليه قوة فاعلية المكان وحيوية وظيفته في الأغراض الشعرية. والفاعلية هي التوظيف الأمثل للمكان في النص الشعري؛ لإبراز الصورة الملائمة لذلك النص من أجل إيضاح الفكرة الشعرية والومضة الفكرية؛ لأنّ الشاعر الماهر هو الذي يحتال على واقعية المكان.

وكثير من الشعراء العرب الذين ذكروا المكان ووظفوه في أشعارهم بقدر إحساسهم به، منهم الفرزدق، وأمية بن أبي الصلت، والراعي النميري، وغيرهم.

وبذلك يتضح أن" التوظيف الإبداعي للمكان في الشعر منوط بنجاح الشاعر في إخراج أمكنته من الحيازة العامة الى حيازته الشخصية وبما يحملها من تجاربه، ومواقفه، ورؤاه، وبما يمنحها من


[34] جماليات المكان وبناؤه في الشعر العربي الحديث في اليمن (1940 ـ 2000م) رسالة ماجستير/231.

[35] ينظر: دلالة المكان في مدن الملح، مجلة ابحاث اليرموك، العدد (2)، لسنة 1991م / 16.

نام کتاب : تحولات المكان الحسيني في الشعر العراقي نویسنده : الحلي، شذي عبد الكاظم    جلد : 1  صفحه : 23
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست