فقد أحيت كربلاء من خلال الحسين عليه السلام.

6. رحلة كربلاء مع الشعر أو بالأحرى حج الشعر والشعراء إلى كربلاء لم ينقطع رغم سياسات البطش والإرهاب الأموية والعباسية والبعثية، وبقيت كربلاء صرخة مدوية في الضمائر والقلوب.

7. وقد كان للبيئة الكربلائية أثر في معاني المكان الحسيني، وأفكاره، فالمآتم الحسينية، وحشود الزائرين على المراقد المقدسة أججت في الشاعر مشاعر الولاء والحزن على مصائب آل البيت، فتميزت أشعارهم بالصدق بالعاطفة المتوقدة الجياشة.

8. ظهر أن الذي سقط في المكان الحسيني (كربلاء) هو جسد الإمام الحسين عليه السلام، ولكن الذي انبعث وانطلق من أرض كربلاء هي قضية الإمام الحسين عليه السلام لذا فالأرض تقدس لقداسة من صرع فيها.

9. لم تقف المكوّنات الأساسية في شعر المكان الحسيني سبباً أساسياً في خلود هذه القصائد، وإنّما مهارة الشاعر المعاصر وقدرته على استيعاب الأساليب الفنّية، كلّها أدوات تنمّ عن التطوّر والرقيّ الذي وصل إليه الشعر المعاصر.

10. فقد استعمل شعراؤنا الصورة البصريّة مع الصورة السمعية بنسبٍ متفاوتةٍ، وهذا يكشف عن أنّ الشاعر لا تكفيه الصورة البصرية، فيحتاج إلى بقية أنواع الصور ليكشف للمتلقي الملابسات والافتراءات التي تحدث عن طريق عملية السمع، فهذه الصورة تنقل المتلقي إلى نبض الحقيقة، مقارنة بالصورة البصرية، لأنّ الجيل الذي نشأ فيه الشاعر لم يعاصر أحد المعصومين، لذلك يكون اعتماده على السماع والأحاديث التي تُنقل عن أئمة آل البيت عليهم السلام، ويكمن