responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء نویسنده : البياتي، سلام محمد علي    جلد : 1  صفحه : 27

وهو وإنْ كان نبيهاً وذكياً وذا حافظة قوية إلاّ أنّه ما كان ليرضى أن يختزن العلم في ذاكرته ويترك ثروته العلمية الثمينة تتعرض يوماً ما لعوادي الزمن وآفة النسيان فتضيع منه أو على الناس من بعده نهباً للتحريف في نقل الحديث لذا (كان لا يفوته كلما أتى ابن عباس أنْ يكتبَ عنه)([63]) - وهذه الملاحظة وإن تبدو عابرة إلا أنها ذات دلالة عميقة على حرص سعيد الشخصي على العلم كما تشير إلى مدى أصالة رجال العصر الأول في الحفاظ على التراث إذ لا يعقل أبداً أن يكون سعيد وحده بهذه الفطنة والحرص والضبط، وإن بقيت تلك السِّمة متفاوتة بين طالب علم وآخر، ولم ينسَ سعيد أن يوظف موهبته المبكرة في الجرح والتعديل فيسجل رأيه في بعض كتّاب الحديث ويدون آراءَ شيخه فيهم وكيف كان ابن عباس يكرههم([64])، ولا ندري هل أنَّ ابن عباس كان يكرههم لذاتهم أم لطريقتهم في كتابة الحديث أم لاهتمامهم بباب من العلم دون باب آخر!!!

قد يكون الدافع هذا أو غيره ولربما تكون قلة الحرص أو ضعف النفس وعدم الأمانة هما الدافع للكره!

ولكن الذي نستفيده من هذه الملاحظة هو أنها تصب في مجمع الدّلالات التي تؤكد وجود تفسير لسعيد بن جبير فُقِدَ وضاعَ كما يشير إليه بعض المؤرخين - وهو ما سأفرد له باباً في التفسير عند سعيد في الفصول التالية.

ونستشف من الرواية أيضاً كيف كان سعيد حصيفاً عارفاً بِسِماتِ عصره، بل نقول إنّ وضعه أجبره على أن يدوّن كل ما يسمعه عن ابن عباس ليحفظ كل


[63] الطبقات الكبرى لابن سعد: ج6، ص258.

[64] الطبقات الكبرى لابن سعد: ج6، ص260.

نام کتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء نویسنده : البياتي، سلام محمد علي    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست