نام کتاب : سعيد بن جبير: شيخ التابعين وإمام القراء نویسنده : البياتي، سلام محمد علي جلد : 1 صفحه : 177
حكم ابن عمه عثمان وأعادهما على
المدينة مُعَزَّزَيْنِ مُكَرّمَيْنِ - ومروان هو الآخر لم يصدق يوماً أن يكون
خليفة لولم يرفض معاوية بن يزيد الخلافة، فالمصالح الباطنة والظاهرة مشتركة بين
عبد الملك والحجاج!
ويحاول الحجاج الظهورَ بمظهر
الأمير الحكيم العادل الذي لا يرغب في سفك الدماء للوصول إلى مآربه بل يحاول كسب
رضا الناس وهدم جدار الصمت والعزلة الذي فصل بينه وبينهم من أوّل أيام ولايته؛
فبعث يطلب سعيد بن جبير إمام قراء الكوفة([580])، وشيخ
مفسريها وخليفة ابن عباس، ويسلمه مئة ألف درهم يوزعها في أهل الحاجة([581])،
متيقناً ومعتمداً على ما عُرِفَ به سعيد من زهد وأمانة وتقوى وخبرة بأهل الكوفة كمحاولة
من الحجاج لكسب قلوب القراء الذين كانوا يمثلون أخطر جهاز إعلامي ضدّ الأمويين في
بيئة تميزت برفض الأمويين والثورة عليهم كلما تهيأت الفرصة لذلك.
[579] تاريخ الطبري: ج6، ص490؛ شرح ديوان جرير لمحمد
بن إسماعيل الصاوي: ص90، طبع القاهرة لسنة 1353هـ.
[580] مفتاح العلوم لأبي يعقوب السكاكي: ص38؛ تأسيس
الشيعة للسيد حسن الصدر: ص342.