نام کتاب : آيات عتاب الانبياء عليهم السلام في القرآن الكريم نویسنده : الكعبي، زين العابدين عبدعلي جلد : 1 صفحه : 80
ومفسرو الإمامية ومنهم الطوسيرحمه
الله الذي رأى أنّ يونس عليه السلام أتى بما يُلام عليه فقال في تفسير الآية الكريمة
مادة الذكر المعنى: (أتى بما يلام عليه وإن وقع مُكفراً عنه من قال بتجويز الصغائر
على الأنبياء عليهم السلام وعندنا قد يلام على ترك الذنب)([169])، والظاهر منه هنا هو ترك الأولى.
وقال الطبرسيرحمه الله مفسراً
هذه الآية المباركة (مستحق للوم، لوم العتاب لا لوم العقاب على خروجه من بني قومه
من غير أمر ربّه، وعندنا أنّ ذلك إنمّا وقع منه تركاً للمندوب وقد يلام الإنسان
على ذلك المندوب)([170]).
وذهب المفسران الكبيران الطوسي والطبرسيرحمهما
الله إلى أنّ الظلم الذي نسبه يونس عليه السلام لنفسه كان من باب ترك الأولى فهو
مستحق للوم من قبل الله عزّ وجلّ)([171]).
وإلى ما يشبه هذا
التوجيه ذهب مفسرون آخرون منهم الفيض الكاشاني([172]) العاملي([173]) وعبد الله شبر([174]) والطباطبائي([175]) وأمثالهم وواضحٌ جلي أنّ مفسري الإمامية يذهبون إلى أنّ ما ورد في
الآية الكريمة هو الملاطفة في العتاب بترك الأولى.
أما المفسرون من غير الإمامية فقد
وقفوا عند هذه الآية دارسين سبب نزولها