responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : آيات عتاب الانبياء عليهم السلام في القرآن الكريم نویسنده : الكعبي، زين العابدين عبدعلي    جلد : 1  صفحه : 57

عتاب الله تعالى لنبيه نوح عليه السلام

عندما نتأمل قصة نوح عليه السلام مع ولده الذي هلك مع مَن هلك بمناشدة النبيّ عليه السلام ربّه بإنقاذ ولده من الغرق لاعتبار الأبوّة وأنّه أحد أفراد أُسرته فيُجاب النَّبي نوحٌ عليه السلام بذلك الجواب الإلهيّ القاطع لتلك الرابطة لتحلّ محلّها رابطة العقيدة والإيمان وفي هذا الحدث يرى بعض المفسرين أنّ النبيّ نوح عليه السلام عوتب على سؤاله هذا وقوله مخاطباً ربه:{رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي} (هود/45).

ويرى هؤلاء أنّ ظاهر صدور السؤال منه غير لائق بمقام النبوة؛ لأنّ تغليب العاطفة على الحق والعدل أمر لا يُنتظر من النبيين وهم الصفوة المختارة ولأجل ذلك كلّه – كما يرى المفسرون – خُوطب بالعتاب وهو ظاهر قوله تعالى:{فَلاَ تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ} (هود /46).

إذ ذهب غير الإمامية إلى تحليل دلالات الآية الكريمة وما تتضمنه من حوار بين نوح عليه السلام وربّه سبحانه وتعالى على أنّه كان عتاباً، فهذا الزمخشري يتأمل العتاب في الآية قائلاً:

((إنّ الله عزّ وعلا قدم له الوعد بإنجاء أهله مع استثناء من سبق عليه القول منهم، فكان عليه أنَّ يعتقد أنّ في جملة أهله من هو مستوجب للعذاب لكونه غير صالح، وأنّ كلّهم ليس بناجين، أنّ لا تخالجه شُبهة حين شارف ولده على الغرق في أنّه من المستثنيين لا من المستثنى منهم فعوتب على أنَّ اشتبه عليه ما يجب إلاّ يشتبه))([107]).


[107] الكشاف 2: 379.

نام کتاب : آيات عتاب الانبياء عليهم السلام في القرآن الكريم نویسنده : الكعبي، زين العابدين عبدعلي    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست