ذهب المجوزّون لصدور الذنب عن
الأنبياء إلى توجيه الله له، حتى لقد روى ابن جرير عن عائشة أنها قالت: ما نزلت
آية أشد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هذه الآية، ولو كتم شيئاً لما
أوحي إليه من كتاب الله تعالى، لكتم هذه الآية([546]).
ويفهم منها قناعة عائشة بخطأ النَّبي
صلى الله عليه وآله وسلم وندمه على ذلك وفي القصة إشارة إلى أكاذيب ما يروى من
أنَّ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم رأى زينب بنت جحش بعدما زوّجها ربيبه زيداً فهويها
النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم ولمّا حضر زيد لطلاقها، أخفى رسول الله ما في
نفسه من عزمه على نكاحها بعده، لهواه لها، فعاتبه ربُّه على ذلك([547]) وممّا قالوا:
إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبصرها بعدما أنكحها إياهُ – أي زيد –
فوقعت في نفسه([548]).
يذهب الزمخشري إلى تأويل الآية بما
يثبت العتاب لكنه ينقله إلى التوجه لغير