إلاّ أنَّ البيضاوي يحدد دلالة الآية
بأنّ النّهي هنا للتحريم استحق على أثره آدم عليه السلام التوبيخ واللوم لأنّه ركن
إلى قول إبليس وترك قول ربّه. فيرى الآية: (عتاب على مخالفة المنهي عنه وتوبيخ على
الاغترار بقول العدو وفيه دليل على أنَّ مطلق النّهي للتحريم)([515]).
ويبدو لنا أنَّ البيضاوي قد أفرط
فيما ذهب إليه في حدود عصمة آدم عليه السلام الذي اختاره تعالى واصطفاه لنفسه، وهل يعقل أنَّ آدم عليه السلام وهو بهذه المنزلة أنَّ يكون
بسيطاً لدرجة أنَّهُ يغترّ بإبليس ويرتكب ذنباً يعاتب على فعله ويلام على إتيانه
وهو النَّبي المعصوم الذي أمضى الله له ذلك بسجود الملائكة لله ولا يكاد ولا يختلف
مُحَمَّد رشيد رضا عن سابقيه في الاشتراك في تحميل آدم عليه السلام تبعات اللوم والعتاب
والتوبيخ، فيصرح بوقوع ما يوجب العتاب من آدم عليه السلام، لانّ الاستفهام في قوله
تعالى {أَلَمْ
أَنْهَكُمَا} (الأعراف/22) للعتاب
والتوبيخ، أي وقال لهما ربهما الذي يربيهما في طور المخالفة، كما يربيهما في حال الطاعة
والإذعان، {أَلَمْ
أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ}([516]) (الأعراف/22)
الآية.
الثاني:
توجيه ما يتعلق بنبي الله يونس عليه
السلام
ولم يترك المخطئون للأنبياء عليهم السلام نبيّ الله يونس عليه السلام بل