قيل: إنّها نزلت في عبد الله بن أم
مكتوم، إنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يناجي عتبة بن ربيعة، وأبا
جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وأبي وأميّة بن خلف يدعوهم إلى الله ويرجوا إسلامهم
فقال: يا رسول الله أقرئني وعلمني مما علمك الله فجعل يناديه ويكرر النداء ولا
يدري أنَّهُ مشتغل مقبل على غيره، حتى ظهرت الكراهة في وجه رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم لقطعه كلامه، وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد إنما أتباعه
العميان، والعبيد فأعرض عنه واقبل على القوم الذين يكلمهم فنزلت، وكان رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم بعد ذلك يكرمه وإذا رآه قال: مرحباً بمن عاتبني فيه ربيّ
ويقول له ((هل لك من حاجة))، واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين([507]).
وهناك رأي آخر في شأن النزول، ما روي
عن الإمام الصادق عليه السلام من (أنها نزلت في رجل من بني أمية، كان عند النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم فجاء ابن أم مكتوم فلما
رآه تعذّر منه وجمع نفسه وعبس وأعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك، وأنكره عليه([508]).