أما الرازي فنجده يؤكد هذا المعنى
باستدلال واضح لعصمة الأنبياء عليهم السلام إذ كتب (الآية دالة على أنّ الأنبياء عليهم
السلام معصومون عن المعاصي والذنوب لأنّها دلّت على وجوب طاعتهم مطلقاً، فلو أتوا
بمعصيةٍ لوجب علينا الاقتداء بهم في تلك المعصية واجبة علينا، وكونها معصية يوجب
كونها محرّمة علينا، فيلزم توارد الإيجاب والتحريم على الشيء الواحد وأنه محال)([353]).
استدل كل من ابن شهر اشوب
رحمه الله (ت853) من علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام والفخر الرازي على
عصمة من اتصف بالصدق في الآية.
قال ابن شهر اشوب رحمه الله
قوله سبحانه: {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (التوبة/119) (فأمرنا
سبحانه بالكون مع الصادقين، والأمر بالكون معهم في المكان لا فائدة فيه، فتقتضي
الآية وجوب الاقتداء بهم، لأنه أمر مطلق من غير تخصيص، وذلك يقتضي عصمتهم، لقبح
الأمر على هذا الوجه بإتباع من لا يؤمن منه القبيح، من إذ يؤدي ذلك إلى الأمر
بالقبح وإذا ثبت ذلك في الآية ثبت تخصيصها بالأئمة المعصومين)([354]).