نام کتاب : آيات عتاب الانبياء عليهم السلام في القرآن الكريم نویسنده : الكعبي، زين العابدين عبدعلي جلد : 1 صفحه : 100
وآله وسلم، ويتركون أنفسهم فقال فيرى
أنَّ الاستفهام فيها للتوبيخ والمراد بالبرّ هو الإيمان بمُحَمَّد صلى الله عليه
وآله وسلم وبّخهم الله تعالى على ما كانوا يفعلون من أمر الناس بالإيمان بمُحَمَّد
وترك أنفسهم عن ذلك([225]).
وكذا نرى الزمخشري إذ يستشعر بأنّ
التوبيخ والعتاب حال ظاهرة في بني إسرائيل بحيث تكون ((الهمزة)) في ((أتأمرون))
للتقرير والتوبيخ والتعجبّ من حالهم، ويجد كذلك التوبيخ عظيماً في قوله تعالى: {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (البقرة/44) بمعنى أفلا
تفطنون لقبيح ما أقدمتهم عليه حتى يصدّكم استقباحه عن ارتكابه([226]).
وقال صاحب الميزان: (أخذ سبحانه في
معاتبة اليهود وذلك في طي نيف ومئة آية يذكر فيها نعمه التي أفاضها عليهم وكراماته
التي حباهم بها، وما قابلوها من الكفر والعصيان ونقص الميثاق والتمرد والجحود...)([227]).
لذا نرى أنّ الآيات توجّه الخطاب
المتضمن للعتاب الشديد والتوبيخ واللوم والتقريع لبني إسرائيل نتيجة التنوّع في
الأعمال المخالفة والخارجة عن خط السماء وتعاليم ما جاء به الأنبياء عليهم السلام وبالذات
ما جاء به موسى لقومه إذ شاهد منهم ألوان الألم والأذى، فتارة توبيخ بني إسرائيل على
ترك إلتزامهم بالميثاق الذي أخذ عليهم الالتزام به قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ
بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ} (البقرة / 83).
ثم تولوا إلا قليلاً منهم كما يصفهم
القرآن بذلك في الآية المباركة نفسها قال تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً
مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ} (البقرة / 83)، وتارة