المبحث الثالث

التأويل ومنهج الإمام الحسين عليه السلام التفسيري

أولاً: التأويل

القرآن الكريم هو مصدر التشريع الأول للأمة المحمدية وتتوقف سعادتها على معرفتها بفقهه ومعناه ومعرفة أسراره والعمل بما فيه ولايستوي البشر جميعاً في فهم ألفاظه وعباراته مع وضوح بيانه وتفصيل آياته فتفاوت الإدراك فيما بينهم أمرٌ لامراء فيه ولاشك بل لايدعو إلى الغرابة، فالبسيط من الناس يدرك من معاني القرآن ظاهرها ومن الآيات مجملها أما الفطن اللبيب والمتعلم الذكي يستخرج منها المعنى الرائع، وبين هذا وذاك مراتب فهم شتى، فضلاً عن ذلك فإن التأويل (من نعم الله سبحانه على العقل العربي، لأنّ التأويل يساعد العقل على تخطي خطوط المعنى ودوائره، وهذه العملية بحد ذاتها هي عملية تفعيل للعقل الإسلامي)([379]).

[379] الأداء البياني بين التأويل وتفسير النص القرآني, د. صباح عنوز: 13-14.