آيات من القرآن وسماك فاسقاً وهو قوله { إن جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ}([375]).

وروى البلاذري والحسكاني بأسانيد عدة، أنَّ الوليد قال لعلي عليه السلام (أنا أحد منك سناناً وأبسط منك لساناً وأملأ منك حشواً في الكتيبة، فقال له علي عليه السلام: أسكت يافاسق فأنزل الله تعالى: {أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ}([376]).

ورواه ابن عساكر بأسانيد عدة: يعني بالمؤمن علياً والوليد الفاسق وقيل إنَّها نزلت في أبيه (عقبة) ([377]). وروي هذا الخبر بأسانيد عدة عن أئمة الهدى (عليهم السلام) ([378]).

ونكتفي بهذا القدر من النماذج الروائية ويمكن أن نقول إنَّ الإمام الحسين عليه السلام قد استوعب كل معاني بيان أسباب النزول من تاريخ حادثة، أو بيان وصف، أو رفع إشكال، باعتماده على القرائن في إلقاء كلامه لتكون واضحة سهلة للمتلقي والسامع والراوي، ولاغرو في ذلك فهو من بيت زق العلم زقاً ومن عنده علم الكتاب.

[375] سورة الحجرات: 6. ظ: نور الثقلين: 5/89 ح11, موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام) الشيخ الشريفي:678, وروي أيضاً نظير لهذا الحديث عن الإمام الحسن (عليه السلام) في الاحتجاج:1/276, نور الثقلين: 4/248 ح41.

[376] انساب الأشراف: 1/200 ح150 شواهد التنزيل:1/447-450.

[377] تاريخ ابن عساكر: 60/199 وفي أجزاء أخرى أيضاً.

[378] ظ: تفسير القمي، علي بن إبراهيم: 483, تفسير البرهان للبحراني:1/205, ح2, تفسير الصافي للمولى الفيض الكاشاني: 5/550, تأويل الآيات الظاهرة، الإسترآبادي: 2/442-443, من ح3 ومابعدها.