والإمام الحسن (عليهما السلام) على المدائن ([163]).

وما إن أُبرم الصلح بين الإمام الحسن (عليه السلام) ومعاوية حتى عاد المختار أدراجه إلى مدينة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) لينهل هناك العلم والحديث على يد محمد ابن الحنفية وآل بيت النبوة ([164]).

وقد اختلف المؤرخون القدامى فيما بينهم في ولاء المختار ومذهبه، إذ وردت الكثير من الآراء في هذا الأمر، والظاهر أنّ أسباب ذلك ناتجة من اختلاف ميولهم المذهبية والفكرية، زيادة على ذلك الوضع السياسي الذي عاصره أولئك المؤرخون، بمعنى أنهم تجنبوا إثارة السلطات الحاكمة والشخصيات التي لها سطوة على الواقع الاجتماعي، فعلى سبيل المثال سخط الحنابلة على المؤرخ محمد بن جرير الطبري (ت:310هـ) عندما صنف كتاباً ذكر فيه اختلاف الفقهاء ولم يذكر أحمد بن حنبل، لأنه عده محدثاً وليس فقيهاً، فكان حبيس منزله في أواخر حياته، بل وصل الأمر أن دفن ليلاً خشية منهم([165]) واتهم بالرفض لأنه يجوّز مسح الرجلين في الوضوء بدلاً من غسلهما([166])،

[163] - الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج4، ص383؛ ابن الاثير، الكامل في التاريخ، ج3، ص238.

[164] - الكشي، رجال الكشي، ص97؛ الطوسي، محمد بن الحسن (ت:460هـ-1067م)، اختيار معرفة الرجال، تحقيق: مهدي الرجائي، مؤسسة آل البيت، قم، 1404هـ، ج1، ص340؛ إبن نما الحلي، ذوب النضار، ص67؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج45، ص352؛ الخوئي، أبو القاسم الموسوي، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، الطبعة الخامسة، النجف 1992م، ج19، ص103.

[165] - ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج6، ص301.

[166] - ابن الجوزي، المنتظم، ج13، ص217؛ للتفاصيل ينظر: مطر، رحيم عباس، آل البيت النبوة (عليهم السلام) في كتاب تاريخ الرسل والملوك لمحمد بن جرير الطبري (ت310هـ) حتى عام 61هـ، أطروحة دكتوراه غير منشورة، الجامعة المستنصرية، ص62-69.