موجودة ولهذا كان الهدف الثاني هو عرض الحقائق على الملأ لئلا يقول قائل (لا اعلم) ولهذا تعددت اساليبها بعد الخطبة من حيث انها اصبحت اكثر مساسا بالجمهور كما في بيت الاحزان.

والملاحظ ان الدور الاعلامي يأخذ صفة الامتداد في حياتها وبعده بشكل متميز عن الادوار الاخرى التي هي ايضا تتمتع بهذه الصفة، ولكن بشكل آخر فقد ابتدأ الاعلام من المناوشات السجالية الكلامية ثم الخطبة ثم استمر من خلال بكائها امام الملأ الذي لاقى احتجاجا فجاء بيت الاحزان ليكمل المشوار وقد استمرت في الحضور الى بيت الاحزان الى آخر ايام حياتها عليها السلام على اختلاف الروايات التي تحدد الوقت وبذلك استطاعت ان تكرس الظروف حول مظلوميتها ومظلومية اهل البيت عليهم السلام من خلال الدفن سرا وتغييب القبر والذي بقي حشرجة في قلوب كل المسلمين وما اكثر الذين اسلمو وتبصرّو حينما تتبعوا قبور نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلموا بمواضعها واستغربو لهذا الضياع لقبر ابنة المصطفى عليه السلام فبدأ السؤال والتحري الذي اوصلهم الى مظلوميتها وهو ماكانت تتوخاه الزهراء عليها السلام فهي لم تكن تفكر في نصر آني أو في تغيير آني بقدر ماكانت تكرس الامور لبيان انفصال الخلافة الجديدة ومابعدها عن خط الامامة الرباني وبأن الانحراف بدأ بعد غياب الرسول، وهذه هي الاسترتيجية الاعلامية الصحيحة وهي قمة النجاح في الاعلام وذلك بأن تجعل الرسالة الاعلامية ممتدة التأثير مدى الاجيال والقرون تؤتي اكلها كل حين.