وفي بعض الروايات ان امير المؤمنين سوّى عدة قبور كي لا يهتدي القوم الى
قبرها مما جعل أبي بكر يطالب بنبش القبور بحجة الصلاة عليها الا ان عليا عليه
السلام وقف امامه شاهرا سيفه كما ذكر المقرم في كتابه وفاة الزهراء عليها السلام.
قال أمير المؤمنين عليه السلام بعد أن نفض يديه من تراب قبرها عليها السلام
وهو يناجي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وستنبئك ابنتك بتضافر أُمّتك على هضمها،
فأحِفها السؤال، واستخبرها الحال، فكم من غليلٍ معتلج بصدرها لم تجد إلى بثّه سبيلاً»([696]).
وهذا اعلان أو بالاحرى هو البيان التأبيني الذي قاله الامام امام جمع الموالين
كاشفا عن مظلوميتها الخالدة مدى الدهور مما زاد من مشاعر التظلم لها.
على هذا فالدور الاعلامي للزهراء عليها
السلام تميز بالصدق والثبات والموضوعية والهدفية وانه اعلاء للحقائق القرآنية
والتاريخية التي لا يشوبها زيف، وانى ذلك؟ وهي عليها السلام المعصومة التي اذهب الله
عنها الرجس وطهرها تطهيرا، اضافة الى السرعة والمبادرة في بيان ما جري تحت السقيفة
رغم اوضاعها الحزينة اذ كانت تهدف الى تعديل اتجاه حركة الامة واعادتها الى المسار
الطبيعي، غير انها تعلم ان هذا الامر قد لا يكلل بالنجاح فالمطامع