وفي رواية اخرى: فدار بها أربعين صباحاً في بيوت المهاجرين والأنصار، والحسن
والحسين (عليهما السلام) معها، وهي تقول: يا معشر المهاجرين والأنصار، انصروا الله،
فإني ابنة نبيكم، وقد بايعتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم بايعتموه: أن تمنعوه
وذريته مما تمنعون منه أنفسكم وذراريكم، ففوا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببيعتكم([670]).
ويبدو الامر شاقا خاصة مع الاحداث التي توالت على الزهراء عليها السلام لكن
الامر كان ضرورة مُلحَّةً، وبهذا الدوران الطويل على بيوت الانصار تكون قد تمت
الحجة على القوم وانكشف ماكان خافيا الامر الذي جعل الامام علي عليه السلام (فلما لم
يجد سوى أربعة أنصار فقط لزم بيته وأقبل على جمع القرآن وتأليفه).
ويمكن القول ان الزهراء عليها السلام
كانت قد حاولت من خلال حملتها الاعلامية اعادة الناس الى باحة الوصية يوم الغدير، وقد
آثرت ان تطوف عليها السلام على بيوت الانصار تسألهم عن حقها وتذكّرهم ببيعة الغدير،
وهو اسلوب قديم في الاعلام يسمى المناداة.. اذ كان الملوك والحكام يرسلون (مناديا)
ينادي في المدن والامصار لإعلام الناس بآخر المستجدات، ومهمة المنادي ان يطوف على
البيوت والازقة لتعريف الناس، فالمعنى ان