ويعد القادة هم جوهر هذه العملية واهم عناصرها ومنهم يتعلم الناس وبهم يقتدون.. وقد تكون هذه المشاركة افقية فقط اي ان حركة الفرد تكون ضمن اناس متماثلين ومتقاربين معه في الصفات أو المكانة الاجتماعية كحركة كبار الدولة ضمن دائرة اعضاء الدولة فقط من وزراء وبرلمانيين ومدراء وهي حركة محدودة، وهناك مشاركة عمودية تطال فئات المجتمع المختلفة واكثر ما يقوم بها المصلحون والعلماء، ومن هذه الصورة كانت المشاركة الاجتماعية للزهراء عليها السلام هي مشاركة عمودية فهي عليها السلام لم تتحرك في اطار من هم اقرب اليها في النسب السياسي أو الاجتماعي أو الديني بل شملت حركتها الفقراء والجهال من النساء ومركز الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغيرها. ولم تكن الزهراء عليها السلام غائبة أو مغيبة عن الساحة الاجتماعية بل كانت حاضرة وفي اصعب المحطات واخطر المعابر، وكانت لها إسهامات واضحة في اماكن الحرب للتضميد والاسعاف وفي عموم محاور الخدمة الاجتماعية. ومنها:

- أخرج البخاري ومسلم في الصحيح عن عبدالعزيز بن أبي حازم، عن أبيه، أنّه سمع سهل بن سعد يُسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أُحد، فقال: جرح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكسرت رباعيته وهشمت بيضته على رأسه، فكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تغسل الدم، وكان علي بن أبي طالب عليه السلام يسكب عليها بالمجَنّ، فلمّا رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلاّ كثرة، أخذت