نام کتاب : قراءة في السيرة الفاطمية نویسنده : الحداد، كفاح جلد : 1 صفحه : 428
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سباقا في هذا الجانب فقد كان يقبل
الحسن والحسين بمرأى من اصحابه كي يعلمهم هذا الادب. وروي ان النبي صلى الله عليه وآله
وسلم كان يصلي يوماً في فئة والحسين صغير بالقرب منه فكان النبي صلى الله عليه
وآله وسلم إذا سجد جاء الحسين فركب ظهره ثم حرك رجليه، وقال: حل حل، فإذا أراد رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يرفع رأسه أخذه فوضعه إلى جانبه، فإذا سجد عاد على
ظهره وقال: حل حل، فلم يزل يفعل ذلك حتى فرغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم من صلاته،
فقال يهودي: يا محمد! إنكم لتفعلون بالصبيان شيئا ما نفعله نحن. فقال النبي صلى
الله عليه وآله وسلم: أما لو كنتم تؤمنون بالله ورسوله: لرحمتم الصبيان. قال: فإني
أؤمن بالله ورسوله. فأسلم لما رأى كرمه صلى الله عليه وآله وسلم مع عظم قدره([496]).
وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول لفاطمة عليها السلام: ادعي
لي ابني، فيشمهما- كما يشم الوردة العطرة - ويضمهما إليه([497]).
وعن أبي هريرة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمص لعاب الحسن والحسين
كما يمص التمرة([498]).
وهذا السلوك التربوي يسهم في التعريف
بالمحبة التي يكنها الآباء