نام کتاب : قراءة في السيرة الفاطمية نویسنده : الحداد، كفاح جلد : 1 صفحه : 422
يصوم النهار، ويقوم اللّيل، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مغضبا،
حتّى جاء إلى عثمان فوجده يصلِّي، فانصرف عثمان حين رأى رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، فقال له:
«يا عثمان! لم يرسلني الله تعالى بالرهبانية، ولكن بعثني بالحنيفية السهلة
السمحاء، أصوم واُصلِّي، وألمس أهلي، فمَن أحبّ فطرتي فليستن بسنّتي، ومن سنّتي النّكاح»([485]).
فالزهد الايجابي هوالتحرك في دائرة الحياة وممارسة نشاطاتها المختلفة مع تحرير
القلب والعقل من عبودية الدنيا والشهوات والاستغراق فيها فهو عامل تجميع للقوى
الايمانية من خلال توجيهها نحو غاية واحدة.. فالزاهد يرى النكاح سنة النبي صلى
الله عليه وآله وسلم التي من رغب عنها فليس منه، وهو يرى انجاب الاولاد وظيفة
دينية واجتماعية تثقل الارض بلا اله الا الله (وإن الزاهد والراهب كليهما يتركان الدنيا،
إلا أن الزاهد يترك الدنيا بترك الانهماك بالتنعم والتمتع والكماليات، ويحذر من أن
يحسبها منتهى آماله وأكمل مناه، أما الراهب فإنه يترك الدنيا بترك العمل فيها وتحمل
مسؤولياتها.
يقول الإمام عليّ بن الحسين (عليهما السلام): «ألا وإنّ الزُّهد في آية من
كتاب الله: {لِكَيْلاَ
تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا َتَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ... }([486]).