بوادر الانهيارات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي تلت الحدث وكان من أخطرها بعد سلب الولاية ممن نصب الرسول له البيعة هو غصب أرض فدك من اهلها الشرعيين اي من الزهراء عليها السلام!!، اذ لم تمضِ ايام قلائل على الفاجعة واذا بالخلافة تُستتب لأبي بكر بعد ان كان احد المبايعين للامام علي عليه السلام في بيعة الغدير واول انجاز للخليفة الجديد انه طرد عامل الزهراء عليها السلام في فدك وصادر ملكيتها!! وكأن الزهراء عليها السلام استفاقت من حلم مهول!! فماذا جرى للامة كي تصل الى هذا الحد من الانقضاض على اسرة نبيهم ومازال قبره نديا لم يجف بعد، فقد تسارعت الاحداث في ايام قلائل بُعيد رحيل أبي الزهراء صلى الله عليه وآله وسلم! كان الحدث القاسي هو غصب حقها في هذه الارض التي نحلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في زمانه غير ان الحدث الاقسى هو غصب الولاية من زوجها امير المؤمنين عليه السلام رغم العهود والمواثيق فانبرت الزهراء عليها السلام تذود عن حياض الامامة وتتخذ من فدك جسرا للمطابة بكل الحقوق المسروقة ولبيان الخطر الذي تتعرض له الامة الفتية بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. وكانت مناوشات وخطابات فكانت تدور على بيوت الانصار والمهاجرين تذكّرهم بما عاهدوا عليه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهو ما سنمر عليها مفصلا في دورها السياسي.

كانت الاحداث قاسية وفي ظروف حرجة للغاية.. وهاهي ام سلمة تسأل الزهراء عن حالها: كيف أصبحت يا بنت رسول الله صلى الله عليه