لا تحيط الألسن بصفته، ولا تهتدي القلوب إلى معرفته، وما ذاك إلا لأمر علمه الله من أهل هذا البيت الكريم، وسر أوجب لهم مزية التقديم، فخصهم بباهر معجزاته، وأظهر عليهم آثار علائمه وسماته، وأيدهم ببراهينه الصادعة ودلالاته، والله أعلم حيث يجعل رسالاته»([192]).

توفي النبيّ (صلى الله عليه وآله) يوم الاثنين في الثامن والعشرين من صفر سنة احدى عشرة من الهجرة ورأسه في حجر علي (عليه السلام). مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ان اكمل الرسالة والنعمة وبعد عمر قضاه ذائبا في الله ذادا عن حياضه ناشرا لواء التوحيد ماحقا لألوية الشرك والضلال التي حكمت دهورا في الارض.. اغمض عينيه بعد ان اخرج خير امة للناس وبعد ان اسس اعظم دولة على وجه الارض.. وبموته اعلن انقطاع الوحي وانتهاء النبوة واعلنت مرحلة جديدة في تاريخ الاسلام.. وكانت الزهراء عليها السلام اشد الناس حزنا على ابيها فعن الامام الباقر عليه السلام مارئيت فاطمة عليها السلام ضاحكة مستبشرة منذ قبض أبوها حتى قبضت (كشف الغمة المجلد الثاني).

وقد تمّلك الزهراء عليها السلام حزن شديد فقد غاب عنها الاب والصديق والمواسي والمربي والنبي والقائد والرسول والحاكم والسند مما جعل هم الفراق يطحن قلبها.

وقد روي أنها ما زالت بعد أبيها معصبة الرأس، ناحلة الجسم، منهدة

[192] (كشف الغمة ج2 ص82).