responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قراءة في السيرة الفاطمية نویسنده : الحداد، كفاح    جلد : 1  صفحه : 211

عليها السلام تمسح على جسمها فأصبحت معافاة وبقيت مع اولادها حتى كبروا!! في حين ان امر الزهراء عليها السلام عكس ذلك تماما وهو بيان عمق الحب الالهي العظيم الذي كانت تحيا به والشوق للقاء الله وهو ارفع درجات الايمان حين تغيب عن الانسان كل متعلقاته الدنيوية حتى لو كانت اعز ماعنده!! فهو ينظر بعين الله ولا خيرة له في امره بل اوكل الامور الى بارئه وهو يعلم ان الله تعالى سيجعل له الخير فيما اراده وهذه قلوب المخلِصين بالكسر والمخلَصين بفتح اللام الذين أخلصهم تعالى بخالصة الدار وهي عليها السلام مازالت في ريعان شبابها واوج حياتها لكن لقاء الله والشوق اليه كان سابقا لكل امر مهما علا وغلا.

وقد أشار الأربلي إلى هذه الواقعة بشيء من التحليل، وعقد مقارنة بين شوق الزهراء عليها السلام إلى الموت وبين عدم رغبة بعض الأنبياء فيه مع وجود أولي العزم فيهم، ثم قال:

«فهؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهم ممن عرفت شرفهم وعلو شأنهم وارتفاع مكانهم ومحلهم في الآخرة، وقد عرفوا ذلك وأبت طباعهم البشرية إلا الرغبة في الحياة، وفاطمة عليها السلام امرأة حديثة عهد بصبى، ذات أولاد صغار وبعل كريم، لم تقض من الدنيا إربا وهي في غضارة عمرها وعنفوان شبابها، يعرفها أبوها أنها سريعة اللحاق به فتسلو موت أبيها صلى الله عليه وآله وسلم وتضحك طيبة بفراق الدنيا وفراق بنيها وبعلها وفرحة بالموت، مائلة إليه مستبشرة بهجومه، مسترسلة عند قدومه، وهذا أمر عظيم

نام کتاب : قراءة في السيرة الفاطمية نویسنده : الحداد، كفاح    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست