ويلوّث سمعتها ويدّعي - لذلك - أنّ هذه المرأة لم تكن لائقة بالزواج منه أصلاً ويجب فسخ عقد الزواج، ويطالب باستعادة قيمة المهر الذي وهبه لها عند الزواج، وقد ألغى القرآن الكريم هذه العادة ومنعها([153]).

في النظام الغربي المعاصر تبدأ علاقات الحب والغرام بتقديم هدايا ولايوجد مهر للمرأة!! بل انها محرومة حتى من النفقة بعد الزواج فهي تستمر في الانفاق على نفسها وربما على زوجها ايضا!!وبهذا فلا فارق في وضعها المالي قبل وبعد الزواج!! وقد حاول الغربيون ايجاد لوائح قوانين تصون الحقوق المالية للمرأة لكنها مازالت متعثرة.

على هذا كان لابد لعلي عليه السلام كتعبير عن رغبته في الزواج بابنة المصطفى ان يقدم المهر لعروسه ورغم انه لم يكن ميسور الحال الا انه اضطر من اجل تأمين المهر المتواضع للزهراء الى بيع درعه، وتقبل والد العريس المهر المتواضع فأعطاه لمن يستطيع شراء متطلبات الحياة الجديدة وهذا المهر المتواضع للزهراء عليها السلام كان قد اصبح سنة حتى عصرنا الحالي.

غلاء المهور.. مصائب ام فوائد؟

لعل واحدة من اخطر الظواهر الموجودة حاليا في مجتمعاتنا هي مشكلة غلاء المهور، فهناك تباهٍ في قيمة المهر بالنسبة للاسرة والازواج والنساء ايضاً!! وكأن ارتفاع المهر مفخرة لابد من التباهي بها!!.. ويعتقد بعض الآباء ان المهر العالي يمثل حصانة للمرأة عن الانفصال عن زوجها ولهذا فكلما كان عاليا

[153] (مرتضى مطهري في كتاب نظام حقوق المرأة في الاسلام بتصرف ص224-234).