فضلاً عن ذلك فقد أرشد هذا الفعل النبوي إلى أمور عدة، منها:

1 ــ علم الإمام علي عليه السلام بجميع خصوصيات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشؤونه ولولا ذلك لما استطاع أن يرد الودائع والأمانات إلى أصحابها وهذا يكشف عن أنه موضع سر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وثقته.

2ـ إن أهم ما يشغل الناس وعلى كافة مستوياتهم هو حفظ أموالهم، وصيانة حقوقهم، وإن قيام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتكليف الإمام علي عليه السلام بهذا الأمر المهم لينوب عنه في حفظ حقوق الناس وإن كانوا أعداء لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وعلى الرغم من شدة إيذائهم له صلى الله عليه وآله وسلم هو بيان للناس بأن الذي يخلفني في أموركم وقضاء حوائجكم وصون حقوقكم هو علي بن أبي طالب عليهما السلام أي بمعنى: من كانت له حاجة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فليأتِ عليا عليه السلام، ومن لم تكن له حاجة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فليذهب إلى غير علي عليه السلام.

3ـ إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أوكل إلى الإمام علي عليه السلام في قضية خروجه من مكة إلى المدينة ثلاث مهام لم تكن لأحد من المسلمين واحدة مثلها، فكيف بثلاثتها.

المهمة الأولى: فداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحفظ النبوة

وهي المبيت على فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان المبيت نجاة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، أي بهذه حفظ نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم.